قصيدة (مسكين!!) مصطفى جوهر

Posted: 24 سبتمبر 2010 in مختارات أدبية
الوسوم:,
مصطفى جوهر
24 سبتمبر، 2010‏
كل اللي يشوفه في الشارع
ببيجامته الشّتوي
شتا أو صيف
بيقول :
مسكين !!
واحد يتــَّريق  ، ويقول :
كان عايز يتجوِّز دكتورة
لكنّ البِت وأهلها رفضوه .
التانية تقولّك :
كان مرّة مروّح
من عند اصحابه بالليل
ومعدّي على شريط القطر ؛
فخطفِت رجليه العفاريت ؛
قام واقع على قضبان السِّكَّة
على سنانُه
من وقتها ..
واللّي أخدُه ما جابُه
مسكين !!
وتشوفُه لمّا يروّح بيتُه
ويطفي النور
ويولّع شمعة كبيرة ،
ويقعد تحتيها ؛
يقرا فـ كتبه ..
كتبه غريبة ؛
شعر ، وفكر ،
ودين ، وسياسة ،
وميكي
( بيموت فـ قراية ميكي )
” مسكين ” مش إسمه
بس بَقَى اسمه
من كُتر ما بتقوله الناس
مُمكن تلاقيه
بيوقــَّف واحد معرفة
في الشارع
ويناقش وَيّاه الغزو الأمريكي
لعراق صدام
والراجل مستغرب من تحليله
فجأة يسيـبُه ؛
الراجل يضحك ،
ويقول :
مسكين !!
ممكن يقعد – زَيّ عوايدُه –
على القهوة
وصاحب القهوة يقولُّه :
– يا بركة
وينده ع الصَّبي
يطلبلُه على حسابه كاكاو
يشرب كوبايته
ويبُصّ لصاحب القهوة
من فوقــُه لتحتُه
ويفطس على روحُه من الضِّحك
ويمشي بسرعة ؛
وصاحب القهوة
يضرب كَفّ بـ بكَفّ
يمُطّ شفايفه ويتكلِّم مع واحد جنبُه :
مسكين !!
” مسكين ” ينتمى لحارتنا تقريباً
من يوم ما وعيت ع الدنيا
باشوفه مرابط ع القهوة
وخصوصاً ساعة نشرة الاخبار
وامّا يشوف ع الشاشة ” سعاد “(*)
يحضر كل الصلوات في الجامع
ما بيحضرش معانا ( الجُمعة )
بيقولوا من اصحاب الخطوة
والحاج ” محمد ”
– قال – قابله في الحرم النبوي
أيام العُمرة فـ رمضان (!!)
” مسكين “
أجمل ضحكة طفل فـ دُنيانا
يحكي ؛
نتلمّ ،
ويحكي ؛
فـ تزيد اللمّة
وفـ عِزّ حكايتُه ما سرقانا
بيجيب من بطن سيجارتُه
الدُّخَّانة
وبـ بُقُّه يطيّرها دواير
يضحك ، ويسيبنا
واحنا واقفين ..
حاسّين
إن احنا
– مش هوَّ –
كُلّنا مساكين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) الفنانة سعاد حسنى .

تسعدني تعليقاتكم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.